هل يؤثر التضخم على زيادة الرواتب؟

6.7.2022

تشهد البلدان في جميع أنحاء العالم معدلات تضخم أعلى من المتوسط، ومع التضخم يأتي ارتفاع تكاليف المعيشة لا محالة.

يرجع التضخم إلى عدد من العوامل منها: جائحة فيروس كورونا العالمية، والإجراءات التي اتخذتها البنوك المركزية استجابة للوباء، فضلاً عن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. زادت هذه الأسعار أكثر منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. لطالما كانت روسيا المورد الأكبر للنفط، الغاز الطبيعي، والفحم إلى الاتحاد الأوروبي، لذا فقد أدى الغزو إلى تفاقم أزمة الطاقة من خلال تأجيج المخاوف العالمية من أنه قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط أو الغاز الطبيعي. علاوة على ذلك، تمثل روسيا وأوكرانيا مجتمعين ما يقرب من ثلث إنتاج القمح والشعير في العالم، وثلثي الصادرات العالمية من زيت عباد الشمس.

معدلات التضخم

تصل معدلات التضخم إلى مستويات قياسية في جميع أنحاء العالم. حيث وصلت منطقة اليورو (الإتحاد الأوروبي) إلى 8.1٪ في مايو، ارتفاعًا من 7.4٪ في أبريل وهو أعلى مستوى شهدته المنطقة منذ بدء حفظ السجلات في عام 1997. خارج الاتحاد الأوروبي، شهدت المملكة المتحدة ارتفاع معدل التضخم إلى 9٪ (أعلى معدل سنوي لها منذ عام 1982)، روسيا تصل إلى 17.8٪، مولدوفا بنسبة صاعقة 27.1٪، فيما قدد وصل معدل التضخم إلى أكثر من 60٪ على أساس سنوي الشهر الماضي بتركيا.

(معدلات التضخم حسب الدول في أوروبا) (النسبة المئوية 1.5 - 27.1) (المصدر: Eurostat يورو ستات، مكتب الإتحاد الأوروبي للإحصاء)

زيادات الرواتب والتضخم

مع ارتفاع تكاليف المعيشة شهريًا بسبب التضخم، سألنا المشاركين من بوابات الراتب التي يغطيها موقع Paylab في العديد من البلدان عن تجاربهم الخاصة في زيادة الراتب، وكذلك سياسات شركاتهم بشأن زيادات الراتب.

كان المشاركون من الدول التالية:

كانت ليتوانيا واحدة من أسوأ البلدان التي تضررت من ارتفاع معدلات التضخم، ومع ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستوى قياسي، شهدت البلاد ارتفاع فواتير التدفئة بنسبة تتراوح بين 100 و150 ٪ للمنازل في الشتاء الماضي.

على الرغم من انخفاض استهلاك الغاز الروسي في البلاد على مدار العامين الماضيين، إلا أن اعتماد ليتوانيا في مجال الطاقة على روسيا كان من أعلى المعدلات بين الدول الأوروبية قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

[المصدر: Trading Economics، Eurostat يوروستات • بناءً على أحدث التقديرات المتاحة (أبريل - مايو 2022)]

النتائج

سألنا المشاركين عن آخر مرة حصلوا فيها على زيادة في الراتب. لقد كانت صدمة عندما علمنا أن 30٪ من الكرواتيين و31٪ من الموظفين البوسنيين لم يتلقوا علاوة أبدًا! في المقابل، كان من المطمئن معرفة أن ما بين 28٪ و35٪ من المشاركين جميع البلدان حصلوا على زيادة في الرواتب في عام 2022.

من حيث مقارنة أولئك الذين لديهم رواتب أعلى ورواتب أقل *، فإن حوالي 30٪ من الموظفين الذين أجابوا والذين يقعون في شريحة الراتب الأعلى لم يتلقوا أي زيادة في رواتبهم أبدًا. كان الرقم أعلى بالنسبة لمن لديهم رواتب منخفضة حيث لم يتلق 51٪ من الموظفين ذوي الأجور المنخفضة في كرواتيا على سبيل المثال زيادة في الأجور، مقارنة بـ 28٪ من أصحاب الراتب الأعلى. كانت هذه صورة مماثلة في جميع المجالات للموظفين في بلغاريا، جمهورية التشيك، ليتوانيا، وسلوفاكيا.

تسائلنا كم كانت آخر زيادة لهم. كانت هذه استجابة مختلطة. بالنسبة للموظفين من مقدونيا، أجاب 38٪ منهم أن آخر زيادة لهم تصل إلى 30 يورو؛ 3٪ فقط من المقدونيين حصلوا على ما يصل إلى 270 يورو إضافية، و4٪ حصلوا على أكثر من 270 يورو كزيادة في راتبهم السنوي.

كانت الصورة مماثلة في البوسنة وكرواتيا، حيث حصل 3٪ فقط من المشاركين في كلا البلدين على أكثر من 270 يورو كعلاوة. على النقيض في ليتوانيا، تمتع 13٪ من جميع الذين شملهم الاستقصاء بزيادة تزيد عن 270 يورو.

تسائلنا عما إذا كان ما تلقوه يتماشى مع توقعاتهم. في جمهورية التشيك قال 41٪ من الناس أن هذا ما كانوا يتوقعونه و4٪ كانوا يتوقعون أن يتلقوا أقل مما تلقوه، لذلك كانوا سعداء. 40٪ من الليتوانيين، و43٪ من المقدونيين أصيبوا بخيبة أمل وكانوا يتوقعون المزيد من الزيادة الأخيرة.

عند مقارنة أولئك الذين يتلقون رواتب أعلى أو أقل، قال عدد أقل من الأشخاص الذين يحصلون على رواتب منخفضة ما تلقوه كان كما يتوقعون. في سلوفاكيا، قال 15٪ فقط من الموظفين ذوي الأجور المنخفضة أن هذا هو ما كانوا يتوقعونه مقارنة بـ 42٪ من الموظفين ذوي الأجور الأعلى. كان السيناريو مشابهًا في كرواتيا حيث قال 9٪ فقط من الموظفين ذوي الأجور المنخفضة إن الزيادة هي ما كانوا يتوقعونه مقارنة بـ 37٪ من الموظفين ذوي الأجور الأعلى.

سألنا أيضًا عن السياسة المتبعة لمنح الزيادات وفقًا لشركتهم. كان من المخيب للآمال معرفة أن حوالي نصف جميع المشاركين من جميع البلدان قالوا إنه لا توجد سياسة محددة بوضوح بشأن إعطاء الزيادات. وبلغت هذه النسبة في جمهورية التشيك 59٪ مع عدم وجود سياسة واضحة.

كان من المثير للصدمة أيضًا أن نقرأ أن 16٪ من البوسنيين الذين أجابوا على الاستقصاء قالوا إنه لم تكن هناك زيادات في الشركة التي يعملون بها. كان هذا مشابهًا للمقدونيين حيث قال 14٪ الشيء نفسه. يتناقض هذا مع 39٪ من المقدونيين الذين قالوا إن زياداتهم تستند إلى النتائج الفردية التي حققها كل موظف.

إن النتائج مثيرة للاهتمام ومختلطة حقًا عندما يتعلق الأمر بزيادة الرواتب. مع استمرار ارتفاع تكلفة المعيشة في جميع دول العالم، سيطلب المزيد والمزيد من الناس أو يحتاجون إلى زيادة في الأجور من أصحاب العمل حتى يتمكنوا من دفع مصاريفهم المتزايدة.

إن موقع Paylab الالكتروني هو عبارة عن منصة استقصاء راتب دولية تجمع معلومات حول رواتب ومكافآت الموظفين في مختلف الوظائف في العديد من البلدان. قارن دخلك بالمتوسط المحلي لهذه الوظيفة لترى ما إذا كان بإمكانك أن تتماشى مع طلب زيادة في الراتب.

-----

* حددنا مجموعة "الأجور الأقل" على أنها الأشخاص الذين يتقاضون أقل من العشر الأول ومجموعة "الرواتب الأعلى" كأشخاص يكسبون أكثر مثل العشر التاسع (في جميع البلدان التي شملها الاستقصاء).